الاثنين، 7 مارس 2016

انت الشمس وهم الكواكب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألقاكم اليوم مع نور الشمس التي تملأ حياتنا وتتغلل فينا فتغمرنا دفئا، وتربطنا بعلاقات من المحبة والأمان.

فتحية مني لكل أنثى أصبحت في بيتها كالشمس هي الركيزة التي يتغذى البيت من أشعتها، تحية لكل أنثى أصبحت الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه كل من شعر بالبرد في هذا المنزل، تحية لكل أنثى أصبحت كالنجم الذي تدور حولها الكواكب تنهل من أشعتها ودفئها وجمالها ونورها الساطع حتى غدت من البديهيات فأصبح مسلمٌ بها.
فعطائها وحنانها ونورها وروعتها، الذين تغدقهم دون مقابل، وينهل الجميع مؤمنين بسطوعها من جديد في اليوم التالي، تلك الأنثى التي اصبحت ملاذا آمنا لأسرتها، حتى أصبحت كالنظام الآلي، الذي لا يشتكي ولا يمل ولا يطلب التغيير.

فقد أصبحت كينونة المرأة وطريقة ترابطها  مع أسرتها أشبة بالنظام، الذي إن خرجت عنه أو طالبت بتغييرة تبدأ المقاومة من المجتمع كله وليس فقط الأسره، تنهال عليها التهم وتكثر الاقاويل، فأنا اليوم ألقي عليكي التحية أيتها الأنثى واحرضك على تغيير ذلك المفهوم الذي يعتبرك نظام آلي.
في البداية أهنئك، كونك أنت المحور ونقطة الإرتكاز، كونك الروح الملهمه واليد الداعمة، وأقول لك ....
أهتمي بنفسك، أحبي ذاتك وقدريها، تغييري للأفضل، غييري فضائك  وكواكبك بإيجابية لتنعمي وترتاحي لتحيي وتعيشي وتحصلي على حياتك التي حلمتي بها يوما، و أُأكد لك أن أي عملية تغيير داخل النظام تؤدي إلى تغيير النظام بأكملة، فأهتمي بنفسك، وأحظي ببعض الوقت الممتع، إلعبي وإرقصي وإركضي وإضحكي ، قومي بكل ما تحبين ، إبني مجتمعك داخليا قبل أن تفني وتعجزي.

والسبيل إلى ذلك يبدأ من :
مبدأ المسؤولية المشتركة: فذلك النظام الذي أصبحتيه، ليس مسؤليتك وحدك فلتعلمي أنك لست ذلك النظام الآلي بل انت جزء منه، وهذا النظام ليس مسؤليتك وحدك، فمسؤولية العلاقات مشتركة وعلى جميع الأطراف العمل على انجاحها، فالرقصة تحتاج اثنين، واللعبة تحتاج إثنين، والعراك يحتاج إثنين، وانجاب الأطفال يحتاج إثنين، وهكذا يبدأ بناء المجتمع بالمسؤولية المشتركة، بنفسيات سليمة وشخصيات ناضجة، فعند المشاركة يقوم كل فرد بواجبه فينهض المجتمع ويتطور، والأسرة هي اللبنة الأولى التي يبدأ منها المجتمع، وعند تفعيل مبدأ المشاركة داخل الأسرة سيحظى كل من في الاسرة بفرص أفضل وحياة أجمل، ولذلك فالعلاقات داخل الاسرة هي النظام  وأي تغيير يطرأ علية يغيير العلاقات بمجملها.

فلتنحي مبدأ كبش الفدآء وليتحمل كل فرد مسؤوليته ودورة في ذلك النظام، وإعلمي انك لست السبب في حدوث هذه المشكلة أو تلك وحدك، بل هناك خلل قد حدث في نظام العلاقة أثر على نظام العلاقه بأسره.
ففي بعض الاحيان ( أو دعوني أقول في كثير من الأحيان)
تقعي تحت ضغط ما ... فسألي نفسك؟
من أو ما سبب ذلك الضغط؟
ولإيجاد الحلول، لابد أن يتكيف الجميع  مع الحلول الجديده، تسآئلي:
كيف يمكن أن أتكيف مع الوضع الجديد؟
ضعي السيناريوهات، والعديد من الخيارات.
ولإحداث التغيير الجذري، الذي ترغبينه، أجيبي عن:
ما هي التغيرات التي ستقومين بها؟
ما التغيير الذي ستبدأين به؟
كيف ستكون رد فعل الآخرين؟
هيئي نفسك، وضعي توقعاتك،جهزي نفسك وضعي خطتك، وأعلني ثورتك وإبدأي الهجوم، وإجعلي عالمك أجمل وأروع، إجعلي العلاقة داخل منزلك ذات مسؤلية مشتركة، ولا تكوني أنت النظام الذي يلقى عليه اللوم ومسؤلية كل صغيرة وكبيرة تحدث، ستواجهين لوما ونقدا ومقاومة، لذلك إعملي على إحداث التغيير في نظام منزلك ككل، لا تتغييري انت فقط، اجعلي التغييرات متبادلة ومتوائمة مع الجميع، ولعل ذلك يتطلب منك مفاوضات وإقناع، فتعلمي كيف تفاوضين.

وعلى ضوء فجر جديد، يا شمسا تعطي وتغدق يا نجمة الفضاء الواسع الرحيب، أودعك اليوم إلى لقاء آخر عن التفاوض، حتى تنعمي بالحياة التى حلمتى بها يوما.


ربا