الاثنين، 29 فبراير 2016

روح الفريق


بسم الله الرحمن الرحيم

في لقاء تفاعلي معكم اليوم نجتمع بروح التكامل ، وتواصل مفتوح على العالم بأسره ، وبانسجام يتناغم مع الكون في مشاركة تفاعليه نحو هدف واحد بأيادي متعدده ، لنكون فريق الأمل .
فبالرغم من تفرد كل منا وتمييزه نحتاج إلى بعضنا لإكمال المسير ، في اي مكان أو زمان ، في أي عمر وبأي شكل ، نحتاج بعضنا بعضا لنكون أسرة أو مدرسه ، لنلعب لعبه أو لنصنع أمه ، " فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ..." ولكي تصنع ذلك البنيان تحتاج لوضع أساساته المتينه ليبقى صامدا على مر السنين :

فلتدرك جيدا أننا نعيش في زمن تعددت فيه الرؤوس وكثرت فيه الألسنه وخلق التنافس واشتد الإختلاف ، فأشجار كينونتنا تتفرع إلى شخصياتنا المتفرده التي زرعت في بيئتها الخاصه ، ووضِعت بذورها من غير حول لنا ولا قوة ، فروتها التجارب لتتأصل جذور قيمنا في أعماق النفس ، وتنمو كل شجره بإتجاهها الخاص ، لذا احترم ذلك الاختلاف بين البشر.
على ضوء أختلافاتنا تتعدد أدوارنا ، فالبعض يزرع البذور والآخر يروي البذره وهناك من يقلم النبته والأخر يحصد الغله ، ليستمتع المجتمع بلذة حلاوة تلك الثمره ، فتأكد أن كل فرد يفهم دوره جيدا فالعضو جزء من كل هو يكمله.
فليرى ذلك العضو تقديرك له ، فقابله بابتسامه ، واغرس في قلبه المحبه ، ازرع على ثغره البسمه ، ليرى أن انجازه يدعم تلك الثمره ، فلو وضع كل عضو بصمه لأجاب الكون بفرحه هذه الأرض تُعمَر.
وفي فنون التعامل حكاية أخرى ، ففي الحكمة والتروي يبزغ نضوجك ، إجعل نضجوك ينير الطريق لبقية الفريق ، فلا تبالغ في ردود الافعال وتذكر أن كاظمين الغيظ وعِدوا بالجنه.

فلتقرأهم حتى في صمتهم ، فلتألف تعابير وجوههم وتفهمها ، لتسمع لغة أجاسدهم وتحللها ، فيكون الاتصال برواط أقوى من الكلمات بل دعه يعبُر السكنات والحركات فتلمس روح الفريق بعمق الاتصال.
شاركهم بمحبه وانثر عبير إنجازاتهم على أوراق خطابتك ، ليشموا رائحة جهودهم في نسائم كلماتك ، فيصبحوا أزهارأ تلون بساتين الكون فتصنع حضارتك.
ولتعلم أن السلوك مذموم والشخص محمود ، فلا تنتقد إلا السلوك الخاطئ ، و اجعله مجمل بالألوان ، فاللون الأحمر يعني المحبه كما يخفي في طياته الانذار.
أنظر إلى إيجابية الصراع بينهم ، فلولا التنافس ما كان التطور و النماء ، ففي التنافس الايجابي يكمن الاستمرار والبقاء ، فنحو الهدف تنطلقوا بثبات.
دع لخيالك العنان تتنبا بردود الأفعال ، فتخيل نفسك في هذا الموقف أو ذاك فستعرف كيف تكون التصرفات ، ففي الخيال ابداع للخروج من الأزمات ، وتفادي المشكلات.

ولتدعم خيالاتهم ، ولتشجعهم على الوصول بأفكارهم إلى االلاحدود ، فالرأي السليم يبرز وسط الكثير من الآراء " فأمرهم شورى  بينهم "
ومن أجل بقاء التناغم وروح الابداع بينهم ، ومن أجل أن تصل لاراء سديده لا تخفي عنهم المعلومات فتفقد ثقتهم ويتفرق الأعضاء وتضيع الروح المبتغاه.
كن واحدا منم فأنت ايضا جزء من ذلك الكل ، شاركهم  افكارك وخطتك ، لتصل إلى الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ، فلن تصل إلى ذلك إلا عندما تلتحم بهم بأفكارك وخططك وعملك.
إنشئ ذلك الجسد الواحد ، إطلق عليه إسما ، وأجعل له كيانا إعتباريا ، فيتوحد فيه الجميع ، و يتشارك المهام ، ويوزعها بتناسق ، فتصنع روح الفريق.
كن إنسانا يتفهم ويعقل ويسامح ، كن انسانا يتحدث و ينصت ويسامر ، كن انسانا منصفا مبدعا متفان ، كن انسانا يصنع خيرا و يكافئ.

وبروح الفريق أودعكم فنحن أسرة تصنع مجتمعا متكامل ، يهدف لتعزيز الانسانيه بتناغم وتناسق ، فجميعنا نعيش على الأرض ، فلنجعلها أرض السلام والمحبه والأخوه. 

ربا