بسم الله الرحمن
الرحيم
في لقاء تفاعلي
معكم اليوم نجتمع بروح التكامل ، وتواصل مفتوح على العالم بأسره ، وبانسجام يتناغم
مع الكون في مشاركة تفاعليه نحو هدف واحد بأيادي متعدده ، لنكون فريق الأمل .
فبالرغم من تفرد
كل منا وتمييزه نحتاج إلى بعضنا لإكمال المسير ، في اي مكان أو زمان ، في أي عمر
وبأي شكل ، نحتاج بعضنا بعضا لنكون أسرة أو مدرسه ، لنلعب لعبه أو لنصنع أمه ،
" فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ..." ولكي تصنع ذلك البنيان تحتاج
لوضع أساساته المتينه ليبقى صامدا على مر السنين :
فلتدرك جيدا أننا
نعيش في زمن تعددت فيه الرؤوس وكثرت فيه الألسنه وخلق التنافس واشتد الإختلاف ،
فأشجار كينونتنا تتفرع إلى شخصياتنا المتفرده التي زرعت في بيئتها الخاصه ، ووضِعت
بذورها من غير حول لنا ولا قوة ، فروتها التجارب لتتأصل جذور قيمنا في أعماق النفس
، وتنمو كل شجره بإتجاهها الخاص ، لذا احترم ذلك الاختلاف بين البشر.
على ضوء
أختلافاتنا تتعدد أدوارنا ، فالبعض يزرع البذور والآخر يروي البذره وهناك من يقلم
النبته والأخر يحصد الغله ، ليستمتع المجتمع بلذة حلاوة تلك الثمره ، فتأكد أن كل
فرد يفهم دوره جيدا فالعضو جزء من كل هو يكمله.
فليرى ذلك العضو
تقديرك له ، فقابله بابتسامه ، واغرس في قلبه المحبه ، ازرع على ثغره البسمه ، ليرى
أن انجازه يدعم تلك الثمره ، فلو وضع كل عضو بصمه لأجاب الكون بفرحه هذه الأرض تُعمَر.
وفي فنون التعامل
حكاية أخرى ، ففي الحكمة والتروي يبزغ نضوجك ، إجعل نضجوك ينير الطريق لبقية
الفريق ، فلا تبالغ في ردود الافعال وتذكر أن كاظمين الغيظ وعِدوا بالجنه.
فلتقرأهم حتى في
صمتهم ، فلتألف تعابير وجوههم وتفهمها ، لتسمع لغة أجاسدهم وتحللها ، فيكون
الاتصال برواط أقوى من الكلمات بل دعه يعبُر السكنات والحركات فتلمس روح الفريق
بعمق الاتصال.
شاركهم بمحبه
وانثر عبير إنجازاتهم على أوراق خطابتك ، ليشموا رائحة جهودهم في نسائم كلماتك ، فيصبحوا
أزهارأ تلون بساتين الكون فتصنع حضارتك.
ولتعلم أن السلوك
مذموم والشخص محمود ، فلا تنتقد إلا السلوك الخاطئ ، و اجعله مجمل بالألوان ، فاللون
الأحمر يعني المحبه كما يخفي في طياته الانذار.
أنظر إلى إيجابية
الصراع بينهم ، فلولا التنافس ما كان التطور و النماء ، ففي التنافس الايجابي يكمن
الاستمرار والبقاء ، فنحو الهدف تنطلقوا بثبات.
دع لخيالك العنان
تتنبا بردود الأفعال ، فتخيل نفسك في هذا الموقف أو ذاك فستعرف كيف تكون التصرفات
، ففي الخيال ابداع للخروج من الأزمات ، وتفادي المشكلات.
ولتدعم خيالاتهم ،
ولتشجعهم على الوصول بأفكارهم إلى االلاحدود ، فالرأي السليم يبرز وسط الكثير من
الآراء " فأمرهم شورى بينهم "
ومن أجل بقاء التناغم
وروح الابداع بينهم ، ومن أجل أن تصل لاراء سديده لا تخفي عنهم المعلومات فتفقد ثقتهم ويتفرق
الأعضاء وتضيع الروح المبتغاه.
كن واحدا منم فأنت
ايضا جزء من ذلك الكل ، شاركهم افكارك
وخطتك ، لتصل إلى الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء
بالحمى والسهر ، فلن تصل إلى ذلك إلا عندما تلتحم بهم بأفكارك وخططك وعملك.
إنشئ ذلك الجسد
الواحد ، إطلق عليه إسما ، وأجعل له كيانا إعتباريا ، فيتوحد فيه الجميع ، و
يتشارك المهام ، ويوزعها بتناسق ، فتصنع روح الفريق.
كن إنسانا يتفهم
ويعقل ويسامح ، كن انسانا يتحدث و ينصت ويسامر ، كن انسانا منصفا مبدعا متفان ، كن
انسانا يصنع خيرا و يكافئ.
وبروح الفريق أودعكم
فنحن أسرة تصنع مجتمعا متكامل ، يهدف لتعزيز الانسانيه بتناغم وتناسق ،
فجميعنا نعيش على الأرض ، فلنجعلها أرض السلام والمحبه والأخوه.
ربا